(5)
فى أحد معسكرات مدارس الأحد قام الخادم المسئول بتوزيع العمل بالمطبخ كما هى العادة على الأولاد لتنظيفه... بعد كل وجبة
يشترك جميع الأولاد بالتناوب على مدى أيام المعسكر...ومنذ أول يوم إستأذن منه أحد الأولاد للعمل مع المجموعة التى عليها الدور فسمح له الخادم وقد أخفى الدهشة فى قلبه...ولكنه أخذ يتابعه ويلاحظه فوجده يأخذ الأعمال الشاقة من إخوته وكان يتكفّل دائمآ بغسل الأطباق والأوعية الكبيرة التى يُعد فيها الطعام...وكان يفعل ذلك بكل سرور...وفى اليوم الأخير من المعسكر أخذ الأولاد يعدّون حقائبهم أما هو فأعد حقيبته بسرعة ثم أخذ أوعية القمامة يفرغها وبعدها بدأ فى توضيب الأوانى وغسل ماكان غير نظيف حتى ترك المطبخ فى حالة ممتازة...
وفى الختام عقد الخادم إستفتاء كتابى بين الأولاد لإختيار الولد المثالى...
ففاز باللقب ثلاثة أولاد كان أحدهم هو...كان هذا الولد مثالآ رائعآ للمحبة التى تُبذل ولا تطلب ما لنفسها...يتعب لكى يرتاح إخوته...وفى كل هذا كان فى منتهى الفرحة واللهفة لكى يعمل أعمالآ أخرى...
فحقآ قال الأنجيل
"مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ"(أع35:20).
(6)
مارى بنت من بنات مدارس الأحد فى فصل الملايكة،وكانت ذكية جدآ ومحبوبة من أسرتها،ولكن...يشاء الله أن تسقط من الدور الرابع ويحدث لها إرتجاج شديد بالمخ ونزيف داخلى وعدم النطق والحركة لمدة زادت عن سنة فى أحد المستشفيات...
وهنا ظهرت محبة زملائها وزميلاتها فى فصل الملايكة لها...فى يوم مدارس التربية الكنسية إجتمع الأطفال كلهم والخادم أما كل أيقونة من أيقونات القديسين فى الكنيسة وعملوا تمجيد لكل قديس هكذا:
أمام أيقونة العذراء مثلآ يقولوا..."السلام لكى يا ستى يا عذراء لاتنسى مارى فى صلاتك آمين..."
وهكذا أمام صور القديسين...
وتحدث المعجزة ونسمع عن تطور العلاج مع مارى فأصبحت تنتبه إلى ما حولها وأصبحت تأكل وتشرب وتتحرك وتتكلّم والحمد لله الذى إستجاب لصلوات زملائها وزميلاتها المحبين لها كما علمنا السيد المسيح
"إن إتفق إثنان منكم على الأرض فى أى شئ يطلبانه فإنه يكون لهم من قبل أبى الذى فى السموات"(مت19:18).
(7)
حدث فى أحد أيام النادى الصيفى بالكنيسة أن ذهب سامح وإشتكى لأحد الخدام بوجود مجموعة زملاء له عندهم أنانية كبيرة فهم لايريدونه أن يلعب معهم،وأن هانى لايريد أن يعطيه مضرب تنس الطاولة حتى يستطيع أن يلعب..
فإتفق الخادم معه أنه عندما يجئ ميعاد لعبه سيلعب هو معه وذهب الخادم وتكلّم مع هانى فوافق أن يعطيه المضرب لكن ليس عن حب بل خجل من الخادم...وعلى أن يلعب هو مباراة بعد أن تنتهى مباراة سامح...وعندما جاء ميعاد اللعب تقدم الخادم ومعه سامح للعب المباراة ولكن وقعت المفاجأة من سامح الذى رفض اللعب أولآ وتقدّم إلى هانى وطلب منه أن يلعب هو بدلآ منه...وكانت هذه المحبة المفاجأة لهانى الذى رفض أن يلعب هو أولآ لأنه دور سامح...فزاد إصرار سامح أن يلعب هانى أولآ...ولعب هانى أولآ وبعد إنتهاء المباراة جرى وأعطى سامح مضربه...ولكن هذه المرة فى محبة كبيرة.
وبذلك قدّم لنا سامح كيف تكون المحبة وعرف كيف يتغلّب على الأنانية ويحولها إلى محبة بحفظه لوصية السيد المسيح والعمل بها..
"هذه هى وصيتى أن تحبوا بعضكم بعضآ كما أحببتكم"(يو12:15).
(
مينا فتى نشيط من مدارس الأحد سنه تجاوز الرابعة عشر بقليل،حدث معه موقف عجيب فى المدرسة..كان واحد من زملائه غير المسيحيين يعامله معاملة خشنة بعض الشئ،على الرغم من أن مينا كان يحترم الجميع...وحدث أن هذا الزميل أصيب بمرض صدرى ألزمه الفراش فى مستشفى الأمراض الصدرية ببلدة مجاورة لأن البلدة التى كان يسكن فيها مينا لم يكن فيها مستشفى خاصة بالأمراض الصدرية...وعندما طال تغيّب هذا الزميل عن المدرسة،سأل مينا عليه ولما عرف بقصة مرضه إتفق مع مجموعة من زملائه أن يسافروا ليسألوا عن زميلهم المريض،وفعلآ حددوا يومآ للذهاب بعد المدرسة وسافروا مع بعضهم بالأتوبيس وقد أخذوا معهم هدية قيّمة...وعندما وصلوا المستشفى كان من تدبير ربنا أنهم ذهبوا فى ميعاد الزيارة وهم لايدرون...فصعدوا الدور الثالث لزميلهم الذى فوجئ بهم،وعندما وقعت عيناه على مينا دُهش جدآ وبالكاد إستطاع أن يمنع دموعه من التساقط...وبعد أن قضوا معه وقتآ طيبآ عادوا لبلدتهم...ولما طالت فترة الغياب زاره مرة ثانية وثالثة إلى أن عاد لبلدته ومدرسته...ومن يومها تغيّرت العلاقات تمامآ بين مينا وهذا الولد فقد بدأ الولد يحبه ويحترمه جدآ وشعر بحلاوة المسيحية التى يعيشها مينا الذى كان ينفذ وصية المسيح
"إن أحببتم الذين يحبونكم فأى فضل لكم أليس العشارون أيضآ يفعلون ذلك...فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل