فى بلدة صغيرة، وبعيدة بدأ شاب عمله الخاص : كان متجرا للبضائع الرخيصة فى زاوية التقاء شارعين ، وقد كان الشاب طيبا، أمينا ، وودودا ، وأحبه لبناس ، فاشتروا بضائعه وأخبروا عنه أصدقاءهم. نمى عمل الشاب ، وكبّر متجره ، وفى غضون سنوات ، نمّى متجره الوحيد إلى سلسلة متاجر تمتد من الساحل الشرقى الى الساحل الغربى
وفى احد الأيام نـُقل إلى المستشفى مريضا ، وقال الأطباء : إن حياته على وشك الإنقضاء. فاستدعى أطفاله الثلاثة البالغين معا ، وطرح عليهم هذا التحدي
قائلا : " أحد ثلاثتكم سيصبح رئيسا لهذه الشركة التى بنيتها عبر السنين ، ولأقرر أيكم يستحق أن يصبح الرئيس ، فسأعطى كل واحد منكم دولارا واحد ، ولتذهبوا اليوم لتشتروا أى شئ يمكن شراؤه بهذا الدولار ، ولكن عندما تعودون هنا الى غرفتى بهذه المستشفى هذا المساء ، فأيا كان ما اشتريتموه بدولاركم، فيجب أن يملأ جنبات الغرفة
[size=21]استثارت فكرة إدارة مثل هذه المنظمة الأطفال كلهم. وذهب كل منهم الى المدينة وصرف الدولار . وعندما رجعوا فى المساء سأل الأب
الإبن الأول : " ماذا فعلت بدولارك ؟ فقال :" حسنا ًَ يا ابى ، لقد ذهبت إلى مزرعة أحد أصدقائي، وأعطيته الدولار ، واشتريت بالتين من القش ". وعندها خرج الإبن من الغرفة وأحضر بالتى القش وفكهما، وبدأ يلقى القش فى الهواء، ولدقيقة امتلأت الغرفة بالقش، ولكن بعد دقائق قليلة استقر كل القش على الأرضية، ولم تملأ كل جنبات الغرفة تماما كما أمر الأب
" والآن ، قال الأب للإبن الثانى ، ماذا فعلت بدولارك ؟ قال الإبن : لقد ذهبت إلى محل " سيزر" ، واشتريت وسادتين محشوتين الريش". ثم أحضر الوسادتين إلى الغرفة ، وفتحهما ونثر الريش فى جنبات الغرفة ، وبمرور الوقت استقر كل الريش على أرضية الغرفة التى كانت لا تزال غير مملوءه
أردف الأب قائلا: "وأنت أيها الإبن الثالث، ماذا فعلت بدولارك؟ قال الإبن الثالث : " أخذت الدولار يا أبى، وذهبت إلى متجر مثل الذى كنت تملكه منذ سنوات. أعطيت صاحب المحل الدولار، وطلبت منه فكـّه إلى فئات الأرباع والعشر سنتات والنكلات، وكما ينص الكتاب المقدس فقد استثمرت خمسين سنتا من الدولار فى شئ ذى شأن كبير ، ثم أعطيت عشرين سنتا من الدولار إلى منظمتين خيريتين فى مدينتنا ، وتبرعت بعشرين سنتا آخرين لكنيستنا وبهذا لم يبق معى سوى قطعه بعشر سنتات، وبها اشتريت شيئين... ثم فتش الإبن فى جيبه وأخرج علبة ثقاب صغيرة وشمعه صغيره. ثم أشعل الشمعه وأطفأ النور ، فامتلأت الغرفة- كل جنبات الغرفة إمتلأت- ليس بالقش ، ولا بالريش ، ولكن بالنور
ابتهج الأب وقال : " أحسنت يا بني ، ستصبح رئيسا لهذه الشركة لأنك نعرف درسا هاما جدا فى الحياة. تعرف كيف تجعل نورك يسطع وهذا أمر حسن