مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ

فلسفة المسيحية . مبدأ عميق . هو اختبار محض . يعلن العالم ان الذى يأخذ هو الذى يكسب .

ويناقض الكتاب هذا المبدأ فيقول مغبوط هو العطاء أكثر من الاخذ وهذا المبدأ :

1- أساس السعادة .

2- وتفتح الشخصية .

3- أساس البناء .

4- وأساس الاخذ الكامل – أساس المحبة الكاملة .

قسّم " مكدوجل " الانجليزى الناس فى سعادتهم الى الاربعة أقسام الآتية من ناحية السعادة :

1- فرد يبحث عن سعادة نفسه فقط دون غيره وهذا أقرب الى الحيوان منه الى الانسان . مثل الانسان الذى يملأ بطنه واولاده يموتون جوعا . الذى يشبع لذته وشهواته ويصرف وقته خارج بيته وأسرته .

2- وآخر يرى سعادته فى سعادة أسرته . وهذه ارقى درجة . ولكنها محدودة . مثل ذلك الانسان الذى يحب اولاده وزوجته الى المنتهى ويكره أقربائه . ويحاول ان يأخذ من الآخرين ليسعد أسرته .

3- وآخر يرى سعادته فى سعادة مجتمعه الصغير فى إسعاد جمعيته – وإسعاد أصدقائه ...

4- وآخر يرى سعادته فى إسعاد وطنه ويتسع قلبه لاتعاب بنى جنسه . ومثال ذلك المصلحون الاجتماعيون . ورعاة الكنيسة الامناء . ومثال أرميا الذى تفانى فى خدمة شعبه وكذلك غاندى الذى كان يرى سعادته فى إسعاد شعبه .

وكل هذه النواحى فى السعادة هى ضروب ناقصة مشوبة بالانانية :

* أنانية لذاته .

* وأنانية لأسرته .

* وأنانية لمجتمعه الصغير .

* وأنانية لوطنه .

5- ولكن هناك سعادة مطلقة نضيفها الى كل ما سبق هى الذى يرى سعادته فى إسعاد البشرية كلها . فى إسعاد الخطاة المجرمين والزناة والاثمة ....

هذه سعادة المسيح . الذى أعطى أكثر ما يمكن أعطى ذاته لأجل البشرية .

" هكذا احب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد ... " (يو3: 16)

" بالجهد يموت إنسان لأجل البار ... " (رو5: 7)

" ولكن الله بيّن محبته لنا واذ نحن بعد خطاة مات المسيح من أجلنا " (رو5:

وكما ان المسيح هو الذى قال هذا المبدأ – كان المسيح أول من نفذه بأقوى صورة :

أعطى ذاته ـــــــــــــــــ مغبوط هو العطاء
لست أطلب مجدا من الناس ـــــــــــ لم يأخذ
واضعا لنا فلسفة السعادة التى تشبع النفس
العطاء ... العطاء ... أكثر من الاخذ

2) أساس تفتح الشخصية

الزهرة التى لا تعطى رائحة ليس لها قيمة فى ذاتها . أما التى تعطى فهى التى يعظم قيمتها . الشجرة التى لا تعطى ثمرا تُقطع . والتى تعطى تكبر وتنمو . بمقدار ما تعطى بمقدار ما تكبر شخصيتك . بمقدار ما تزداد مسئوليتك . بمقدار ما تنمو شخصيتك .

كثيرون حصلوا على شهادات ولكن قليلون ساروا وشقوا طريقهم الى المجد ! من هم هؤلاء ؟ الذين أعطوا كثيرا . الذين تحملوا مسئوليات أكثر من غيرهم أما الذين هربوا من العطاء وهربوا من المسئولية مازالوا كالزهرة المغلقة .

ما سر عظمة :

تلاميذ المسيح . تركوا كل شىء . فكبروا فى المجد لماذا لا ننمو فى حب المسيح ولا تتسع شخصياتنا لأننا نعطى بحساب . لا نعطى قبل أن نأخذ . والرب يطالب بالعطاء قبل وأكثر من الأخذ .

لم يصل غاندى الى تقدير الشعب له والعالم أجمع إلا بعد ان أعطى الكثير .

3) أساس البناء والخدمة

إن الدعاية الحديثة تحتم العطاء قبل الاخذ . وكأن العالم المادى أبتدأ يؤمن بهذا المبدأ الغريب . هذه الشركة توزع على المنازل عينات لكى يشترى الناس منها . وخذا البائع يعطيك لتتذوق بضاعته وبعد ذلك يأخذ منك . ونحن ماذا نعطى :

أ) نعطى مجدا للآخرين :

" قال رجال إفرايم ما هذا الامر الذى فعلت بنا اذ لم تدعنا عند ذهابك لمحاربة المديانيين وخاصموه بشدة " ماذا رد عليهم جدعون ؟

" ماذا فعلت الآن نظيركم . أليس خصاصة أفرايم خيرا من قطاف أبيعزر . ليدكم دفع الله أميرى المديانيين .. وماذا قدرتُ أن أعمل نظيركم . حينئذ ارتخت روحهم عنه عندما تكلم بهذا الكلام " (قض8: 1- 3) .

أسأل الآن عن سر انشقاق الجمعيات والانقسامات فى الكنيسة لان الكل يريد أن يأخذ مجدا ولا يريد أن يعطى . والخادم الحكيم يعمل ويعطى مجد عمله للآخرين فيعضدوه فى عمله عندئذ يأخذ سلاما وبناءا وتشجعيعا وتقديرا لعمله أكثر من الاول نعم ما اربح الذى يعطى لانه مغبوط هو العطاء أكثر من الاخذ .

ب) يعطى مما يملك ... صحة ومادة

لقد جمع الناس المال الكثير لأنبا أبرآم ليبنى مطرانية ... فأخذ القديس هذا المال وأعطاه للفقراء ... نعم أنه حكيم لانه عمل بمنطق مناقض لمنطقنا " إنه مغبوط هو العطاء أ:ثر من الأخذ " .

وزّع أنطونيوس أمواله وقال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ .

وبنى الناس العمارات وقالوا مغبوط هو الأخذ أكثر من العطاء فقال العالم ما أ؛كم هؤلاء الناس وقال الآباء ما أحكم أنطونيوس .

ج) يعطى مما له من وقته :

طوباكم أيها المكرسون لأنكم قد أعطيتم كل وقتكم فأخذتم أمجاد كثيرة . قال الناس ما أجمل هذا المهندس الذى يضيع وقته فى خدمة كنيسته بدل أن يوسع مكتبه . وما اجهل الطبيب الذى ... وما أجهل المدرس الذى ... ولكن وجه الاختلاف فى منطقتين مختلفين منطق العالم ومنطق المسيح .

د) يعطى من صحته :

ألا تسمع كثيرا هذه الالفاظ كفاك تعب من اجل الخدمة عليك ان تضع حدا لذلك ... كفانا فخرا ان نعلم ان أعظم الخدام كانوا أصحاب أمراض . بولس ضربه الشيطان . تيموثاوس " من أجل أسقامك الكثيرة " (1تى5: 23) .

هـ) يعطى لذة ومما يجب :

تلك الضيقة الناتجة عن الحرمان أعطت المرأة الخاطئة حبها للمسيح ومع ذلك أعطت طيبها . الجميع يأخذون ويشبعون لذة وشهوة وتمتع وقتى بالخطية . ولكن لكى تكون مغبوطا أعط مما تشتهى ومما تملك أعط شهوتك لله . ومسرتك وفرحك . ولكنك ستأخذ ضيقا وحزنا وعدم سعادة لا تخف فهذا بداءة الاخذ الكامل والعطاء الكامل .

4) أساس الأخذ الكامل

أقرأ رومية 8 وراجع الاسئلة الآتية :

1- ما هى النسبة بين آلام الحاضر ومجد السماء ؟

2- هل الذى يعيش فى الخطية لا يرى آلاما ؟

3- هل آلام العالم لها نهاية ؟

4- هل من قوة تعضدك فى ضعفك ؟

5- هل الله مستعد لمساعدتنا وما الدليل ؟

6- من الذى يديننا ومن الذى يشفع فينا ؟

7- وما علاقة العمليتين ببعض ؟

8- هل الضيقات تفصلنا عن محبة المسيح ؟

ميرسى رضا موضوع رائع
ربنا يبارك حياتك وفى انتظار المزيد