العمل بعيداً عن الشمس يسبب سرطان الجلدكان الاعتقاد السائد وما يزال أن التعرض للشمس يسبب إصابة الإنسان بسرطان الجلد، خاصة بعد ظهور موجة تحذر من خطر ثقب الأوزون على البشر.إن الدراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين يقومون بالعمل في المكتب أو المنزل بعيداً عن أشعة الشمس هم أقل عرضة لأشعة الشمس بنسبة تتراوح من ثلاثة إلى تسعة أضعاف من أولئك الذين يعملون في الخارج. لكنهم يعانون بشكل متزايد لسرطان الجلد ابتداءً من عام 1940.
إن أهم المشاكل التي تشاهد هي نقص الفيتامين د الذي ينتجه الجلد بعد تعرضه لأشعة الشمس. وإن الفيتامين د هو أحد العوامل المهمة في مقاومة السرطان وخاصة سرطان الجلد (ميلانوما melanoma ). إن الدراسات الحديثة أظهرت أن الجلد الذي يتعرض للشمس مباشرة تقل فيه احتمالات الإصابة بسرطان الجلد، بينما تزداد خطورة الإصابة بسرطان الجلد عند الأشخاص الذين يستخدمون واقيات شمسية.
إن طيف أشعة الشمس يشمل نوعين من الأشعة فوق البنفسجية وهما فوق البنفسجية (أ) UVA وفوق البنفسجية (ب) UVB ، إن UVB مسؤولة عن تشكيل الفيتامين د بينما تسبب UVA سرطان الجلد.
إن كلا من نوعي الأشعة يسببان اسمرار الجلد وحروقها، ورغم أن UVB يسبب هذا بسرعة أكبر، إلا أن أشعة UVA تخترق الجلد بشكل أعمق وتسبب شيخوخة الجلد والتجاعيد وسرطان الجلد.
وجدت دراسة جديدة أن UVA تخترق زجاج النوافذ بينما لا تستطيع أشعة UVB أن تفعل هذا. لذا نجد العاملين في المنزل يفتقدون فائدة تصنيع الفيتامين د من أشعة الشمس.
يقوم الفيتامين د بالتوجه إلى جينات الخلايا ومنع تخربها وتحولها إلى سرطان عند تعرضها للسموم أو لأشعة الشمس. لذا فإن واقيات الشمس 100% تمنع من دخول الشمس إلى الجلد وتشكيل فيتامين د الضروري للحماية من السرطان. وهذه الخلطة بين نقص الفيتامين د وبين أشعة UVA هي المسبب في زيادة السرطانات الجلدية.
بالإضافة لسرطان الجلد فإن فيتامين د قادر على الوقاية من 16 نوعاً مختلفاً من سرطان الجلد. ومن المؤسف حقاً أن أطباء الجلدية وشركات صناعة الواقيات الشمسية قد أرعبت الناس لدرجة أضرت بصحتهم كثيراً.
إن وقت التعرض الأفضل هو الصباح الباكر أو قبيل الغروب، حيث تكون UVB في أعلى تراكيزها. ويجب الانتباه إلى أن فترة التعرض للشمس اللازمة قد تكون بضع دقائق في وقت الظهيرة بالنسبة لذوي البشرة الفاتحة.
إن معظم سكان البلدان الناطقة بالعربية ذو لون بشرة مسمر، هذا يعني حاجتهم للتعرض إلى أشعة الشمس بشكل أكبر حتى الحصول على كمية كافية من فيتامين د.
أحد أهم المشاكل الطبية التي تعاني منها النساء هي نقص فيتامين د مما يزيد في احتمال الإصابة بالسرطانات وبضعف العظام، وقد ذكرت كثير من الدراسات أن المحجبات عرضة للإصابة بسرطان الجلد والثدي وترقق العظام بسبب نقص تعرضهن للشمس، لكن لا يجرؤ أغلب الأطباء التكلم في هذا الموضوع بسبب خوفهم من ردود الفعل الدينية.
يمكن تعويض جزء من حاجة الجسم إلى الفيتامين د باستخدامه على شكل حبوب والتعرض لحمامات "تسمير" تحوي أشعة UVB لفترات قصيرة ولكن متكررة. (رغم أن هذا العمل لا يضاهي الطبيعة إلا أنه قد يناسب البعض)