الاقتصاد يتحكم بما نأكلإن زيادة الوزن ليس مرضاً، بل هو أحد أعراض مشكلة أخرى. هذه المشكلة قد تكون في نوعية الطعام المتناول.ففي أمريكا التي حجم اقتصادها السنوي هو 10 ترليونات دولار(مليون مليون)، فإننا نجد قطاع الأغذية بحجم ترليون، كما نجد قطاع الصحة بحجم 2.5 ترليون. وتقوم شركات الأغذية بفعل ما تفعله كل الشركات "الجيدة"، تقوم بزيادة الاستهلاك. وهنا يبرز قانون غير مكتوب هو قانون البطاطا المقلية (الشيبس)، حيث يستهلك 10% من السكان ما نسبته 90% من إنتاج الشيبس. ففي حين أن بعض الأفراد يشترون كيسين بطاطا كل شهر، فإن آخرين يشترون كيساً يومياً، وهو ما يجعلهم يستهلكون 30 كيساً كل شهر.
فعندما يزيد وزنك 20%، فإنك لا تزيد من طعامك بنسبة 20%، بل تزيدها حوالي 200%. فالجسم البشري الذي وزنه 55 كغ يحتاج ضعف الطاقة للحفاظ على وظائفه من الجسم الذي وزنه 70 كغ.
وهذا ما تستغله شركات الأغذية، فهي تصرف نقوداً كثيرة على الإعلانات لكي ترغّبك بشراء كيس آخر من الشيبس، وثالث ورابع وعاشر. وماذا عن الهمبرغر والبطاطا المقلية معه؟ إنها أطعمة لا يمل منها، فهي معدلة الطعم والرائحة والشكل بحيث لا تمل منها.
وبعدها يمرض الناس ويذهيون للعلاج، وهناك يعالج الأطباء المشكلة الناتجة، دون أن يؤثروا على سبب الأزمة الحقيقي. فلا أحد يجرؤا أن يقول للـ ماك دونالد أن يغلق أبوابه.
تصرف صناعة الدواء 20 مليار دولار لتشويه الفكرة حول الرعاية الصحية، وتقترح أن الدواء هو حل كل المشاكل. في حين أن شركات الأطعمة تصرف ضعف هذا المبلغ لكي تقنع الأطفال وعائلاتهم باستهلاك الأطعمة المعالجة (صناعية مثل الشيبس والمياه الغازية والمعلبات)، والتي ستسبب المرض وبالتالي يتوجه المرضى إلى شركات الدواء.
إن 90% من الأطعمة في الأسواق الأمريكية هي أطعمة معالجة. كما أنه في العام 2006 قد طرح 2800 نوع جديد من الأطعمة المعالجة مقابل 230 نوع جديد من منتجات الفواكه والخضار.
إن صناعة الغذاء هي صناعة محترفين، فالوجبة الجاهزة تبدو خياراً ممتازاً، فهي أرخص نسبياً وذات طعم جيد ويمكن الحصول عليها بسرعة، كما أنك لا تحتاج للتنظيف بعدها كثيراً. لكن ما لا تذكره الشركات هو الثمن الباهظ الذي ندفعه لاحقاً في صحتنا.
إن هذه الأغذية مليئة بالعديد من السكر غير الطبيعي والملح والزيوت الضارة التي تسهم في جعلك مدمناً عليها. حيث أن الأطعمة التي تحتوي أكثر من 25% من السكر فيها ستجعلك تحس بعدم الارتياح إذا نزعت السكر منها.
من أشهر الأمثلة على هذا هو الخبز، فهل تستطيع أن تتخيل نفسك تأكل طعاماً بدون خبز؟
هذا الإدمان يعود إلى كمية السكاكر (النشاء) الهائلة التي يحويها. ولا تستطيع أن تتخيل نفسك تعيش بدونها، مع العلم أنك تستطيع أن تأكل البطاطا والرز، بل وحتى الخضار كالجزر والكوسا. وتستطيع العيش تماماً بدون خبز.
إن معالجة الإدمان على الأطعمة غير الطبيعية تحتاج إلى قوة عزيمة. فهو مثل الإدمان على المخدرات ولكنه أقل خطراً نسبياً. وسيشاهد أي شخص أن أعراض الإقلاع تشبه أعراض الإقلاع عن الكحول والمخدرات.
تستطيعون قراءة المزيد حول هذا الموضوع في كتاب الحمية الغذائية الخاصة بتنظيف الجسم.