† jos † صديق مميزللمنتدى
عدد الرسائل : 1190 تاريخ التسجيل : 07/11/2008
| موضوع: القديس البار باطابيوس الإثنين 13 يوليو - 15:35 | |
| القديس البار باطابيوس
لا نعرف تماماً متى عاش القديس بطابيوس . بعض الدراسين يجعل رقاده في لبقرن السابع الميلادي.
ولد في مصر لعائلة تقية . احسّ ببطلان العالم بقوة منذ نعومة اظفاره فمال عن الحياة الدنيا الى الحياة الرهبانية الملائكية.
خرج الى الصحراء لا يدري كيف يتدبر و لا ماذا يعمل و لا الى اين يتجه . شوقه اخرجه إليها كما اخرج الكثيرين من قبله. وهج النور الإلهي الساكن في مقتحمي البرّية الأبرار, في تلك الايام , جذب الكثيرين إليها . و إذ ألقى بطابيوس بنفسه في احصان الصحراء ظنّ , بكل بساطه , انه إنما يلقي بنفسه, بالإمان, في أحضان الله الحي . و لم يخيبه ربه , لأن من قال (كل من يأتي إليّ لا أطرحه خارجاً) و"اهملك ولا اتركك" , تلقّف عبده برحمته و رعاه بحنانه . فنما باطابيوس في النعمة و القامة و تكمّل في الهدوء و كل فضيلة و ماثل المعلم في الوداعة و تواضع القلب , فمنّ عليه المعلم بمواهب جمّة حتى صار منارة لكثيرين و مشفى لأدواء العديدين.
و سطع نور الرب في عبده فإهدى إليه الناس و صاروا يتدفقون عليه. و خشى بطابيوس , من كثرة المقبلين إليه , أن يخسر سيرة الهدوء و الصلاة المستمرة ففكر بالإنتقال إلى مكان آخر لا يدري بأمره فيه أحد . و لكن ,إلى أين ؟ إلى عمق الصحراء ؟ كلا , بل إلى عمق المدينة و صحراء الغربة فيها,إلى المدينة المتملكة , القسطنطينية ! هذا ما اوحت به إليه عناية ربّه فانتقل إلى موضع قريب من كنيسة السيدة في ناحية بلاشيرن المعروفة قلب القسطنطنية .
نعِم قديسنا بالهدوء في " ردحاً من الزمن. قسى على نفسه أكثر من ذي قبل. عاد لا يبالي بالكليّة لا بطعام ولا بلباس. صار كملاك بالجسد. وقد تقدّم في صلاة القلب إلى حد أنه تمكن، بنعمة الله، من الإرتقاء إلى السماوات ومعاينة القوات العلوية تمجد الله على الدوام.
شفاء الأعمى
يحكى أن شاباً تقياً فاضلاً كان أعمى منذ مولده. هذا سممع بفضائل القديس ونعمة الله عليه. فقدم عليه وفعل ما فعله أعمى أريحا "(مرقس 10: 46...) لما درى بمرور السيد بقربه. أخذ الشاب يصرخ إلى القديس: إرحمني يا ابن النور والنعمة، إرحمني باسم الرب! فتحنن عليه القديس ورثى لحاله. وإذ عرف بروحه أن له إيماناً ليشفى، سأله، عن تواضعه، مريداً ان يعطي المجد لله: ما الذي تراه فيّ، يا ابني، لتسألني أن أشفيك مع أن الله وحده الشافي؟ فأجابه الشاب بدموع: أنا واثق يا أبي أنك قادر أن تفتح عينيّ لأنك خادم الله! إذ ذاك رفع القديس صوته قائلاً له: باسم الرب يسوع المسيح الذي يردّ البصر للعميان ويقيم الموتى ليعد إليك نور عينيك! فلما قال هذا إنفتحت في الحال عيني الأعمى وأبصر كل شيء من حوله بوضوح. فمجد الله بفرح عظيم وكذا فعل الحاضرون، وتعجبوا بالأكثر لأنهم كانوا يعلمون أن الإنسان الذي جرت له الآية أعمى منذ مولده.
رجل ممعود
كان رجل يعاني من انتفاخ مؤلم في معدته فعرض نفسه على أطباء كثيرين فلم ينتفع شيئاً. أنفق كل ما كان له ولم يجد أحد علاجاً لحاله، لا بل ساء وضعه وانحبست المياه في بدنه وانتفخ كلّه. فلما يئس من عون الناس ذهب إلى قديس الله فألفاه القديس في أسوأ حال لأن جلده قد أضحى كجلد الماعز وكان يعاني آلاماً فظيعة. فصلّى القديس بدموع ورسم عليه إشارة الصليب ودهنه بالزيت المقدس قائلاً له: الرب الإله يشفيك اليوم برحمته يا ابني! وللحال إنفتحت مسام جلده وخرجت منها مياه قذرة كريهة الرائحة واستمرت كذلك إلى أن شفي تماماً. ففرح وشكر ومجد الله كثيراً.
الشاب والروح الخبيث
كان في الشاب روح خبيث تسلط عليه بالكليّة، فكان يمزق ثيابه ويركض عرياناً. وكان الروح الخبيث يدفعه إلى النار والماء ليميته فصار في خطر مبين.
وحدث أن سار الروح الخبيث بالشاب مرّة إلى البحر ليلقيه فيه. وفي الطريق، مرّ بالقديس، فلمّا عاين الروح الخبيث رجل الله صرع الشاب للحال واهتاج فيه حتى صارت عينا الشاب تتحركان بتوتر في كل إتجاه وتنقلبان وأخذ يتمرغ ويصرّ بأسنانه. فدنا منه قديس الله، فاضطرب الروح الخبيث بالأكثر، وسمع يقول: ما هذه المصيبة التي حلّت بي؟! أإلى هنا أتى باطابيوس أيضاً؟! إلى أين أذهب بعد اليوم؟! إلى أين أهرب منك أيها الناصري؟! أذهب إلى الصحراء فتطردني! أذهب إلى المدينة فتخرجني! وأنا بعلامة الصليب أُضرب وأتحطم!
ولما تلفظ الروح الخبيث بهذه الكلمات رفع الشاب في الهواء وأخذ يخبطه.
إذ ذاك رفع القديس يمينه ورسم إشارة الصليب في الهواء قائلاً: أخرج أيها الروح الخبيث من هذا الشاب إلى البريّة ولا تعد إليه! الرب يسوع المسيح يأمرك بي، ما من تعترف بقوته مرغماً!
ولما قال قديس الله هذا سقط الشاب أرضاً وخرج منه الروح الخبيث كغيمة دخان. فبكى الشاب من الفرح ومجّد الله وشكر قديسه.
سرطان الثدي
إمرأة كانت تعاني من سرطان الثدي ساءت حالها جداً وأخذ الدود يخرج من صدرها. كانت قد أنفقت كل معيشتها على الأطباء ولم تستفد شيئاً. لم تعد لها طاقة على الحياة فطلبت الموت. هذه سمعت بالقديس باطابيوس فذهبت إليه وسجدت عند قدميه وتوسلت إليه: إشفني يا خادم الله أنا البائسة! إرأف بي أنا الشقية! حتى قبل أن أسكن القبر يأكلني الدود! وأنا في أوجاع لا تطاق! فقال لها القديس: إذا كان لك إيمان بالرب يسوع ولا تشكّين فهو يشفيك! فتنهدت المرأة بدموع وقالت له: أؤمن بالرب يسوع القادر على كل شيء وأؤمن بأنه رحيم وهو يشفيني! فسألها القديس أن تريه موضع المرض، فأرته إياه فتعجّب وقال لها: مرضك صعب يا إمرأة، ولكن بالإيمان كل صعوبة تهون. لذلك أقول لك اذهبي بسلام. أنت منذ الآن معافاة من دائك. فشفيت المرأة من ساعتها وذهبت تمجّد الله بفرح عظيم. ولم تترك أحداً مرّت به إلاّ أخبرته بما فعل لها رجل الله حتى شهرته بين الناس.
رقاده
كان رقاد القديس، كان يبدو من سيرته، في أحد الديورة لأن الذين اجتمعوا إليه ليودعوه كانوا من النسّاك. كانوا شديدي الحزن على قرب مغادرته لهم. فما كانه منه سوى أن عزّاهم وكلّمهم عن الحياة الأبدية وسألهم الصلاة عنه وعن أنفسهم. ولما استكمل كلامه استودع روحه بين يدي الله بسلام وفرح. وقد دفن في كنيسة القديس يوحنا المعمدان.
ملاحظة: يذكر بعض الدارسين أن رفات القديس باطابيوس ضاعت في القرن العاشر للميلاد. وبقيت قروناً طويلة لا يدري بأمرها أحد إلى أن جرى الكشف في كنيسة دير صغير في قمة جيرانيا، فوق لوتراكي القريبة من مدينة كورنثوس، عن رفات قديس اسمه باطابيوس ظنّ أنه إياه من نحتفل بعيده اليوم. هذا حدث سنة 1904 م. ويقال أن الرفات كانت كاملة وكأن صاحبها دفن هناك. وقد خرجت منها رائحة طيب سماوية وكان بقربها جلد كتب عليه اسم القديس صاحبها. ولكن كيف وصلت رفاة القديس إلى قمة جيرانيا؟ هل يعقل أن يكون قد رقد ودفن في هذا الدير الصغير؟ ربما هو قديس آخر يحمل الاسم نفسه! كل هذا مطروح للبحث ويبقى أنه منذ أن تمّ الكشف عن الرفات أجرى الله بها عدداً من الأشفية، فصار المكان محجة. وقد نشأت فيه شركة رهبانية نسائية سنة 1953 ما زالت مزدهرة إلى اليوم". | |
|
nana miro صديق المنتدى
عدد الرسائل : 604 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 12/05/2009
| موضوع: رد: القديس البار باطابيوس الإثنين 13 يوليو - 17:19 | |
| | |
|
† jos † صديق مميزللمنتدى
عدد الرسائل : 1190 تاريخ التسجيل : 07/11/2008
| موضوع: رد: القديس البار باطابيوس الإثنين 13 يوليو - 22:41 | |
| اشكرك نانا علي مشاركتك وتشجيعك ربنا يبارك حياتك | |
|