كان عمرى 16 سنة، زوجني والدي لرجل لبناني ثري جدا يبلغ
الخمسين من عمره . وكنت و قت ذاك فتاة صغيرة وجميلة ولم تكن ليّ خبرة
في الحياة. وكان هذا الزواج غير موفق على الأطلاق بسبب الفوارق غير
العادية في كل شيء، والتفت حولي بعض صديقات السوء من السيدات،
شجعنني على ترك بيتي وهكذا، إلى أن تزرجت بزوجي المسلم هذا...
فعلت كل شيء في عدم إدراك . وكان هذا من أكثرمن ثلاثين سنة . ولكن
عادت تبكي بمرارة وتقول : لم يغب شخص يسوع عن نظري و قلبي
وحياتي ولم يغب صليبه عن ذهني. صدقني يا أبي ولا يوم واحد من أ يام
حياتي.
أنجبت ولدين عمدتهما سرا، وكنت أعلمهما منذ نعومة أظفارهما
الحياة بالمسيح والإيمان به، وكبرا وتعلما وهما الآن بالخارج يعيشان حياة
مسيحية فاضلة . وها أنا كما تراني طرحني المرض للموت، وكما ترى يا
أبي ها أنا أنتن وأنا بعد حية ... يا ويحي، يا شقاوتي... أنا أستحق أكثر
من هذا... أنا تنكرت لإيماني... أنا جحدت مسيحي. والحق يقال أنني في
تلك اللحظات القليلة أصبحت أمام قصة توبة فريدة من نوعها .. فهذا هو
الهزيع الأخير... ولكن إلهنا يخلص ويحيي من الموت ماقد هلك.
عادت السيدة تسألني بنفس كسيرة هل بعد كل هذا يوجد رجاء؟
سرت في نفسي قشعريرة رهيبة وانبرى لساني ينطق بكلمات
رجاء وقوة لم أنطقها في حياتي. تمثلت شخص مخلصنا الصالح وهو
يفدي غنمة صغيرة من فم الأسد. كاد يبتلعها، بل قد مضى زمان الافتقاد
وها هي على حافة الهاوية. ولكن مبارك الله "الذى يخلص نفسي من
الموت وعينيّ من الدموع ورجليّ من الزلل".
قلت: إن مخلص اللص اليمين قائم وحاضر وقادر، ومبرر
الفجارقائم من الأموات وأن خطايانا مهما تعاظمت لا تقوىعلى الوجود،
إن نحن التجأنا بإيمان وتوبة للقادر أن يخّلص إلى التمام . وبمثل هذا
الكلام كنت أعزيها.
أشرق وجهها بنور رجاء ... وكانت عيناها تسح دموعًا كالنهر.
ولكن وجهها كان مرتاحًا وملامحها تغيرت كمن أشرق عليها الشمس.
قالت متسائلة بنبرة عجيبة : أنا أثق في كل كلمة قلتها ليّ أن
الرب يقبلني. فهل تناولني ما حرمت منه أكثر من ثلاثين سنة؟ قلت لها
بكل تأكيد. قالت: ضع صليبك عليّ وحاللني. وقفت لأصلي التحليل، ولم
أتمالك نفسي من البكاء ... وانصرفت على أن أعود إليها في الغد لكي
أناولها.
أسرعت إلى أبينا بيشوي كامل... أخبرته بكل شيء، ملك علينا
التأثر، وأخبرته عما فعلت وعما وعدتها به من أجل التناول.. قال ليً
أبونا بيشوي دعنا نصلي لكي يمد الله في أجلها إلى الغد حتى تتناول
فتتعزى نفسها وترقد على الرجاء . وقد كان... صليت قداسا في الصباح
الباكر وذهبت مع الأخت المسيحية وهي منزهلة ماذا حدث؟ وألف سؤال
يدور في رأسها. دخلنا إلى السيدة... شكرت المسيح أيما شكر إذ وجدتها
منتظرة، متيقظة، عندما دخلت حجرتها أغمضت عينيها وبكل ما ملكت
من قوة قالت مبارك الآتي باسم الرب . صليت وناولتها ولم أر في حياتي
هذا الفرح في أحد يتناول.
لا أنسى ذلك اليوم ما حييت وكأن هذه الساعة لم تكن من
ساعات هذا العالم، بل هي حًقا يوم من أيام السماء على الأرض.
فرح الرب بخروفه الضال شييء ر هيب لا يُعبرعنه، بل هو
يدعو من في السماء ومن على الأرض يقول : "افرحوا م ي فقد وجدت
خروفي الضال".
مررت بنفس الشارع بالليل وجدت سرادق مقام للعزاء ومقرئين
وزحمة من الناس فالرجل زوجها يشغل منصبًا كبيرًا. قلت في نفسي إن
التراب للتراب أماالنفس المفدية فقد انطلقت مفداة مخلصة منقذة من جميع
الخطايا.. ولا علاقة لما يعمله الناس أو فكر الناس، بعمل الله وفكر الله.
خطرعلى بالي قول الرب "دع الموتى يدفنون موتاهم، أما أنت
فاذهب وبشر بملكوت الله