احيانا يطلق احدهما كذبه
فتكون كفتيله مدخنه
وينقلها لاخر
فيقوم هذا الاخر بتكبيرها وتهويلها وينقلها لاخر
ومن اخر لاخر تستمر الواقعه
الى ان تصبح الكذبه او الاشاعه
واقع يثق الناس فيه ويرفضون تقبل ما ينقده
وتبتدا تكبر الاشاعه وتذاد
ويقال عليها الكثير والكثير
فتكون كنار مشتعله تحرق كل من يلمسها
تعرض صاحبها للحرق فى نار لم يكن متسبب بها
من بين زهور الكتب
اغرب كتاب من الادب القصصى
يدعى اسمه
(حياه من بين القبور)
ان كاتبه راهب من دير البراموس
ومراجعه نيافه الانبا ايسذوروس الاسقف
يقولون البعض عنه لص
والبعض الاخر يقولون قاتل
والبعض يقسمون بانه سارق وهاتك
ولا يعلم احد عنه شى سوى انه يسكن القبور
ويتعجب الجميع من ان الرجل البار
(ابونا اناخورتيس) كاهن كنيسه القيامه
ياتمنه على المقابر ويدعه يقيم بها
[center]
هلما معا ننظر ذلك المكان الواسع
الذى ترقد به جثث الموتى
وباخر المكان طرقه طويله تودى الى كنيسه القيامه
والتى يصلى بها ابينا اناخورتيس
اما ذلك الرجل الذى يسير بعبائه طويله
ويلتحف بشال يخفى فيه معالم وجهه
ولا يظهر منها سوى ذقن طويل ابيض
وعمره يناهز الخمسون عام
هو حارس القبور
والان انظروا تلك المراه الذاهبه للقبور
هى فتاه النزل تحمل طفل الخطيئه
و تدخل المقابر خائفه مرتعبه
ولكن لم يكن باليد حيله
فهى لم تجد امامها اى باب مفتوح
الا باب الكاهن(ابونا اناخورتيس)
ذلك الاب الذى لا يظهر الا فى الازمات والضيقات
والذى دعاها للاقامه بجوار المقابر
ولكن
هناك بالمقابر يسكن ساكن المقابر
والذى يخاف منه الجميع
بل ويرتعبون بمجرد رؤياه
فتح لها ساكن القبورالباب
وهو لا ينطق ....فقط يشير اليها
ان تدخل الى حجره كان قد حضرها لها
كامر ابيه الكاهن
وقفت الفتاه خائفه ودموعها متحجره تخشى النزول
لئلا تكشف جبنها
وساكن المقابر لا ينظر اليها قط بل يضع الطعام لها
ولابنها امامه دون ان ينطق ويخرج بعدها
اسرعت الفتاه
بمجرد خروج الساكن تقفل حجرتها بالمفتاح
واخذت تكتم انفاسها ....لئلا يظهر صوت انينها وخوفها
ومرت الايام
كل يوم تجد طعامها وطعام طفلها الرضيع امام الباب
ومعها الكتب التى تركها الكاهن لتقويه ايمانها
كل يوم يمر ساكن القبور عليها
ويترك لها وجباتها وكتبها
ويمضى دون ان ينطق
الى ان جاء يوم نادت الفتاه ساكن القبور ودعته قائله:
سامحنى.... من يوم وان قدمت انا ههنا
وانا اعاملك باذراء واهانه وكبر
وانت تعاملنى بمحبه وحنان
تسرى الاشاعات فى كل البلده عنك والجميع يخافك
ارجوك اجلس لاقص لك حكايه..... قسوتى مع العالم
وفعلا جلس ساكن القبور وراسه لاسفل لا ينطق
بل يستمع اليها وهى تبكى قائله:لقد نشئت فى بيت مملوء بالحنان مع ابى وامى انعم بالصلاه والحب والايمان
وذات يوم وعمرى اثنى عشر عام
خرجت لاحضر طلبات لامى خطفنى رجل بسياره
ورمانى بببيت مشبوه
وعشت بهذا البيت الخاطى
الى ان وجدت نفسى احمل طفل باحشائى
فصممت صاحبه البيت المشبوه
ان اقتل ابنى حتى اعيش معها
ولكن اهدانى الله الى ابى اناخورتيس
فقدمت له كى ينقذنى وينقذ رضيعى
وهوالذى اوصلنى الى هنا لاجلس بين القبور
وفى ذلك الوقت ....لم اكن ادرى لماذا فعل ذلك!
هل كان يعظنى بالحياه الفانيه ام كان ذلك لتوبيخى!!!
وبعد ان نظرتك ورايتك وانت تسقى الزرع والورود
علمت انه احضرنى الى هنا
لانه يعلم انك اقدر الناس برعايتى ورعايه ابنى
اخذ ساكن القبور يستمع اليها وهو صامت واخير قال لها:هلمى تعالى معى ابنتى
فقامت الفتاه خائفه متردده قائله :الى اين؟؟الى اين؟؟؟