نشأة القديس:
لا نستطيع أن نحدد السنة التى ولد فيها القديس مارجرجس بالضبط ولكن نستدل من كتب الكنيسة أن ولد فى أواسط النصف الثانى من القرن الثالث الميلادى بمدينة اللد بأقليم كبادوكية بفلسطين من أبوين مسيحيين أتقياء. فوالده الأمير أنسطاسيوس حاكم ملاطية وأمه ثيؤبستى ابنة ديونيسيوس حاكم اللد وكانت له أختان احداهما كاسيا والثانية مدرونة. وكان والد القديس مارجرس مؤمنا بالسيد المسيح. وقد اشتهر بالصلاح والعدل. يحكم البلاد بمخافة الله. فلما رزقه الله بابنه جرجس أحست تربيته على مقتضى الآداب والأخلاق المسيحية المستقيمة ولقنه العلوم الكنسية واللاهوتية. كما لقنه العلوم والآداب والقوانين .... فضلاً عن إجادة اللغة اليونانية التى كانت فى ذلك العصر هى لغة المدنية والثقافة وإجادة الفروسية التى كانت هى مفخرة ذلك الزمان
استشهاد والده : القديس أنسطاسيوس:
حدث أنه لما بلغ القديس الرابعة عشرة من عمره ان علم الوالى أن والده أنسطاسيوس يعتنق المسيحية. فأمر بقطع راسه وعين مكانه أميراً آخر
رحيل عائلة جرجس:
بعد استشهاد والد القديس مارجرجس. أخذت والدة جرجس ابنها وابنتيها ورحلت من اقليم الكبادوك الى مدينة ديوسبوليس أحد اقاليم فلسطين حيث كان موطنها الأصلى وحيث كانت لها فيه أملاك كثيرة
الأمير مارجرجس:
لقد كان القديس جرجس حسن الطلعة ممشوق القوام .. مما أهله أن يلتحق بالجيش وكان عمره سبعة عشر عاما ... ولما علم الوالى الجديد بشجاعته وفروسيته بعث به الى الامبراطور الرومانى وبصحبته مائة جندى وأعطاه خطابا الى الامبراطور يوصى فيه بترقيتة. فلما رآه الامبراطور وقرأ الرسالة التى معه فرح به جدا ومنحه لقب امير وأصبح (الأمير جرجس) ورتب له راتباً شهريا ضخماً وأعطاه خمسمائة جندى ليكونوا تحت أمره، كما عينه حاكماً لعدة بلاد لتكون خاضعة لحكمه وقيد اسمه فى ديوان المملكة مع العظماء وأعطاه هدايا كثيرة. وعند انصرافه وهبه حصانا ضخما
نياحة والدته:
ما أن عاد الأمير جرجس حتى خرج أمير فلسطين للقائه بحفاوة وتكريم. وأقامت والدته وليمة عظيمة لأهل المدينة كما أقامت الصلوات الكثيرة لأجله
ولما بلغ القديس من العمر عشرين عاما تنيحت والدته وكان قد وصل الى درجة فائقة من الشجاعة ... وأصبحت له شهرة فى كل مكان
فقرر الأمير يسطس حاكم فلسطين أن يزوجه ابنته الأميرة، غير أنه قبل ان تتم مراسيم الزواج توفى الأمير ففكر القديس فى أن يتمم زواجه من الأميرة.. ليصبح اميراً على فلسطين بعد أبيها...... لكن الله كان قد دبر له مملكة من نوع آخر ومن نوع أنبل وأجمل ليكون اميراً عليها وهى مملكة الشهداء التى هى ليست فى الأرض وإنما فى السماء ... ولقد حفظه السيد المسيح عريساً بكراً لملكوته السمائى
ذهاب القائد جرجس الى مدينة صور:
إلى صور توجه القائد جرجس يرافقه خادمه سقراط فى أمر يخص الجنديةولما وصل اليها وجد جموع الحكام والشعب يبخرون للأصنام وقد تركوا عبادة الإله الحقيقى يسوع المسيح واهتموا بعبادة الأصنام وتقديم الذبائح والبخور الى الأوثان الحجارة الصماء. كما أن المللك داديانوس اجتمع مع تسعة وستون من الملوك والرؤساء فى دولته بمناسبة عيد أبولون وأصدروا منشورا ينص على ال. هدم جميع الكنائس - طرد جميع الموظفين المسيحيين من أعمالهم حرق الكتب المقدسة - تقديم الذبائح والبخور لآلهة الملك وكل من يرفض الخضوع لأوامر الملك يعذب عذابا شديدا حتى الموت
شجاعة القائد جرجس:
غلى دم الشجاعة والشهامة فى عروق القديس وقام بتمزيق المنشور أمام جنود الملك داديانوس وبسرعة فائقة قبض الجنود على الأمير جرجس وساقوه الى الملك مكبلاً بالقيود الحديدية. لينال عقابه على ما غله ضد أوامر الملك
عذابات القديس :
لقد ذاق القديس أمير الشهداء أشد أنواع العذابات طوال سبع سنوات كاملة من جلد وضرب بالدبابيس وتقطيع الأعضاء ووضع داخل جير حى غير مطفأ ونشره بالمنشار وعذابات كثيرة أهلته أن يكون أميراً للشهداء.. وها نحن نعرض الى هذه العذابات التى تحملها القديس بصبر عجيب
القديس داخل السجن :
إقتاد الجنود القديس الى الملك داديانوس الذى كان مجتمعا مع الملوك والأمراء التسعة والستون يدبرون ويخططون لاهلاك المسيحيين، ولكن قد هالهم الأمر أن الذى يقف أمامهم قائد له مكانته المرموقة فى المملكة، لذلك ابتدأ الملك يلاطف الأمير جرجس بالوعود والترقيات الى مناصب أعلى وأنه سوف يزوجه ابنته وسوف يعطيه من الأموال والذهب والهداي الكثير إذا قدم السجود والتبخير للآلهة. ولكن الأمير جرجس تذكر أنه ينبغى أن يطاع الله أكثر من الناس .
لم تفلح كل محاولات الملوك والأمراء فى إثناء القديس عن عبادته للإله الحقيقى يسوع المسيح، مما جعل الملك يثور غاضباً ويأمر بوضع جورجيوس داخل السجن